الاثنين، 17 ديسمبر 2012

وهران

وهران : تنطق باللهجة المحلية: وهرن، الملقبة بالباهية هي ثاني أكبر مدن الجزائر بعد العاصمة وأحد أهم مدن المغرب العربي، تقع في شمال غرب الجزائر على بعد 432 كيلومترا عن الجزائر العاصمة. مطلة على خليج وهران في غرب البحر الأبيض المتوسط، ظلت المدينة منذ عقود عديدة ولا تزال مركزا اقتصاديا وميناءً بحريًا هامًا.
يحدها من الشمال خليج مفتوحة ومن الغرب جبل مرجاجو (420 متر) وهضبة مولاي عبد القادر الكيلاني. يقع تجمع المدينة على ضفتي خور وادي الرحي (جمع رحى) المسمى الآن وادي رأس العين. بلغ عدد سكان البلدية 852,000 نسمة في عام 2009 في حين يبلغ عدد سكان الحاضرة 1,453,152 نسمة،كما تبين أن ميزانيتها وصلت إلى 4,8 مليار دينار جزائري سنة 2008.
شدت المدينة منذ القدم اهتمام الحضارات المختلفة وأطماعها، فتقلب حكمها بين سلالات حاكمة محلية من بربر وعرب وأتراك عثمانيين وبين محتلين إسبان وفرنسيين وضع كل منهم بصمته لتزين به المدينة فسيفساءها التراثي والثقافي. بعد استقلال الجزائر شهدت المدينة تطورات مهمة جعلت منها ثاني مدن البلد وقطبًا اقتصاديًا وعلميًا مهمًا. تنوع النشاط الاقتصادي فيها من صناعات كبيرة وصغيرة استفاد من مجاورتها لمدينة أرزيو النفطية، كما أصبحت المدينة قطبًا تجاريًا بفضل مينائها البحري النشط الذي شكل المنفذ الأساسي للتجارة الخارجية لكل الناحية الغربية للجزائر.
الثقافة الوهرانية صنعت للمدينة سمعة إقليمية وعربية وحتى عالمية. فاشتهرت المنطقة بشعراء ما يسمى بالملحون الذي شكل المعين الذي غرفت منه الأغنية الوهرانية عبر شيوخ الوهراني وأغنية الراي لاحقا لتصل به لآذان العالم عبر شباب المدينة. كان للمسرح أيضا نصيب تشهد عليه مسرحيات عبد القادر علولة وغيره. هذا التنوع جعل من المدينة مكان جذب للسياح فلا تزار الجزائر دون زيارة وهران. وقد فتح هذا المجال للاستثمار في البنية التحتية لقطاع السياحة فتعددت الفنادق الفخمة والمنتجعات السياحية التي استغلت جمال شواطئ المنطقة 


تسمية وهران :

وفقا للتفسير الأكثر شيوعا، وهران هي مثنى اللفظة العربية "وهر" وتعني الأسد. غير أن كلمة وهر لا تعني أسد حسب لسان العرب والصحاح في اللغة والقاموس المحيط وغيرها  لذا فإن من المرجح أن يكون الاسم من أصل بربري، نسبة إلى واد الهاران أو إلى أسود الأطلس التي كانت تعيش في المنطقة والذي ورد اسم كل منهما في التاريخ بتهجئات مختلفة.
الأسطورة تحمل تفسيرا للرواية الأولى وتقول أنه تم اصطياد الأسود الأخيرة لهذا الساحل المتوسطي في الجبل المجاور لوهران المدعو "جبل الأسود". وأعطى للمدينة هذا الاسم صائد الأسود السابق سيدي معقود المهاجي تكريماً لأسدين قام بترويضهما. ولقد تم تنصيب تمثالين برونزيين كبيرين لأسدين أمام مقر البلدية في إشارة إلى اسم المدينة. وضريح (قبة) سيدي معقود المهاجي يوجد في مقبرة سيدي الفيلالي في حي الصنوبر.
يُذكر أن وهران كانت تعرف سابقا باسم "إيفري" وتعني باللغة الأمازيغية الكهف وهي تسمية مرتبطة دون شك بالكهوف العديدة في التلال المحيطة بوهران.


العصور القديمة :
رسم من عام 1893 يُظهر بقيّة عمود أحد المعابد الرومانية التي كانت قائمة في وهران.
إذا كانت أسطورة الكتاب المقدس نسبت إلى يوشع بن نون والمتبع لشريعة موسى تهويد وهران والمغرب العربي، فقد دلت الآثار القديمة الأولى على أن قدوم أوائل اليهود يعود لعهد استقرار الفينيقيين في المنطقة، كما تشير دراسة المقبرة الكبيرة بقرب منتجع الأندلسيات التي يعود تاريخها لفترة الحضارة القرطاجية ما بين القرن الرابع والأول قبل الميلاد.
في حين إختار الفينيقيون خليج مداغ الصغير غرب وهران لإنشاء محطتهم التجارية، إختار الرومان موقع "المرسى الكبير" (باللاتينية: Portus Magnus؛ نقحرة: بورتيس ماغنيس) الواقع على بعد أربعون كيلومتر إلى الشرق بالمكان المعروف اليوم ببطيوة. كان كل من ميناء وهران والمرسى الكبير يعرفان خلال العهد الروماني بالميناء الإلهي (باللاتينية: Portus Divini). يونيكا كولونيا كانت منطقة وهران الرومانية تسمى "يونيكا كولونيا"،(باللاتينية: Unica Colonia)، بمعنى "المستعمرة الفريدة.العديد من التماثيل القديمة التي وجدت في الإقليم الوهراني يمكن مشاهدتها بمتحف أحمد زبانة. خلال القرن الثاني للميلاد عرفت المنطقة هجرة لليهود من برقة ومصر مثل بقية المناطق المغاربية. حفز الوجود الروماني على وصول المسيحيين ويشهد على ذلك الكثير من مخلفات القرن الرابع للميلاد والتي يوجد بعضها في متحف وهران.

تأسيس وهران :

بعد بقائها عدة قرون مهجورة ومع مطلع القرن الخامس للميلاد لم يبق شيء من يونيكا كولونيا فاختلط الوضع وأصبحت خلجان هذا الساحل دون أي سلطة مستقرة ولا أي رقابة رسمية. سيطر الرستميون على المنطقة في الوقت الذي كانوا يعانون من مشاكل داخلية ونزاع مع الفاطميين فلم يكونوا قادرين على الدفاع عن مصالحها. بالنسبة للسلطات، كانت المنطقة شبه المهجورة بوهران ذات أهمية ثانوية فبقت دون أي سيطرة.
من ناحية أخرى، استعملت بحرية المرية تحت سلطة الأندلس شواطئ المغرب العربي بصفة موسمية للتجارة مع تيهرت، ومدينة تلمسان القريبة (الرستميين) وبالتدريج أصبحت هذه المستوطنات دائمة. بالتوازي رغب أمراء قرطبة الأمويين بالاستقرار على السواحل الإفريقية. ومع أولى بوادر تفكك الخلافة العباسية قرر عرب الأندلس تطوير محطات تجارية على شواطئ شمال أفريقيا وذلك نظراً لقوتهم آنذاك. وهكذا تأسست وهران في سنة 902 على يد البحارة الأندلسيين: محمد بن أبو عون، ومحمد بن عبدون، ومجموعة من البحارة بدعم من أمراء قرطبة، فجعلوا المدينة مركزًا تجاريًا مع تلمسان، وذلك بعد أن طوروا خليج المرسى الكبير 


الحقبة الإسلامية :

بعد تأسيسها كانت وهران محل نزاع بين أمراء قرطبة الأمويين والفاطميين، فقد دام الصراع حول المدينة من سنة 910 حتى سنة 1082م، حيث خضعت لهؤلاء تارة ولأولئك تارة أخرى.
منذ العام 1000م كانت الجالية اليهودية موجودة ومنظمة في وهران. وفي هذه الحقبة كانت المكانة الإستراتيجية لوهران تفوق الجزائر وتلمسان.[٨] سنة 1077م سقطت المدينة بيد يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية وخضعت له لمدة 68 عام. وفي سنة 1145 وقعت وهران بقبضة قوات عبد المؤمن بن علي الكومي الموحدية المنتصرة في تلمسان وذلك بعد مقتل إبراهيم بن تاشفين ومحظيته عزيزة إثر انقلابهما وحصانيهما بأحد منحدرات جبل مرجاجو. عندما كانا يقصدان الميناء من أجل التوجه إلى الأندلس.
عرفت المدينة تحت حكم الموحدين فترة طويلة من الاستقرار والازدهار لأكثر من قرن طوروا خلالها الميناء وأحواض السفن. على الرغم من اضطهاد الموحدين، تطور المجتمع اليهودي فكانت هناك تجارة بين يهود غرب المتوسطي ويهود وهران في الفترة ما بين القرن الثاني عشر والقرن الرابع عشر.
بدأت إمارة الموحدين تنهار شيئا فشيئا، بعد أن حكمت المغرب العربي لعشرات السنين ليولد من رحمها في نهاية المطاف ثلاث سلالات حاكمة: الحفصيون في سنة 1230، والزيانيون في سنة 1235، والمرينيون في سنة 1258. أصبحت وهران تحت حكم الزيانيين منذ سنة 1228 عندما سقطت بيد يغمراسن بن زيان. فيما بعد أخد المرينيون المدينة وقدم أبو الحسن علي بن عثمان ليستقر بها عام 1347م.
«في أقل من نصف قرن مرت وهران تحت تسع سلطات مختلفة... نجح بن عباد في البقاء على رأس حكومة وهران، بشرط الاعتراف بتبعيته للحفصيين (1437)». إحتضنت وهران بين أسوارها في هذا الوقت محمد التاسع الأيسر الملك الخامس عشر لمملكة غرناطة الذي أجبر على الفرار من رعاياه المتمردين. بعد وفاة بن عباد خضعت وهران لحكم الزيانيين وتحت هذا الحكم الجديد عرفت وهران ازدهاراً كبيراً، فقد أصبحت مركز لنشاط تجاري واسع ونشيط جداً. شهد على ذلك مارمو وألفاريس غوميس: «العاج، جلود النعام، جلود البقر المدبوغة، الذهب والحبوب هي مصادر ثروة السكان التي لا تنضب الذين برعوا أيضاً في صناعة الصوف والأسلحة البيضاء. أقدم سكان البندقية، بيزا، جنوة، مرسيليا وكتلونيا على شراء هذه المنتجات، ويسوقون الأقمشة، الخرز، الحديد والخردوات». كان بوهران آنذاك 6000 منزل، وعدّة مساجد رائعة، ومخازن كبيرة، ومباني تجارية جميلة كثيرة. عدة مباني بارزة تعود لهذه الفترة مثل تحصينات المرسى الكبير وربما ملاجئ روزالكزار.
.
خلال القرن الرابع عشر أصبحت وهران مركزاً فكرياً،حيث أقام بها العديد من الكتاب وتباهوا بمفاتنها، ومن هؤلاء:
  • ابن خلدون: «وهران متفوقة على جميع المدن الأخرى بتجارتها وهي جنة التعساء. من يأتي فقيراً إلى أسوارها يذهب غنياً».[
  • الإدريسي: «وهران على حافة البحر، تواجه الميرية على الساحل الأندلسي ويفصلهما يومين من الإبحار. مرسى الكبير هو ميناء ليس له مثيل في كامل الساحل البربري، تقصده سفن الأندلس غالباً. وهران وافرة الثمار. سكانها هم رجال أفعال، أقوياء وفخورين».[
  • ابن خميس: «المدينتين الساحليتين التين أعجبتاني في المغرب العربي هما وهران خازر وجزائر بولوغين».
  • ليون الإفريقي: «وهران مدينة كبيرة تتوفر على مرافق وجميع أنواع الأشياء الائقة بمدينة طيبة كالمدارس، الحمامات، المستشفيات والفنادق، يحيط بالمدينة سور جميل عال».
في أول ترحيل لليهود من إسبانيا عام 1391، اتجه اليهود السفارديون نحو المغرب العربي. وفي سنة 1492 وبعد صدور مرسوم الحمراء، استقل اليهود السفارديون والمرانسميون 25 سفينة في ميناء سانتا ماريا بقادس متجهين إلى وهران.كانت وهران في هذه الحقبة جمهورية بحرية، دولة مدينة تعد بمثابة إمارة منفصلة عن الزيانيين،وكانت المدينة في حالة حرب ضد سيادة الدولة الزيانية والسكان رفضوا ان يكون لها محافظ في المدينة، فهم يختارون كل سنة قاضي القضاة ومستشارين لحكومة المدينة. واقتصرت صلاحيات محكمة تلمسان على تحصيل الضرائب.
ابتداءً من عام 1493 استضافت وهران عدداً كبيراً من اللاجئين الناصريين بعد سقوط الأندلس. كانت الرغبة بالانتقام، واستعادة الأراضي المسلوبة، وعدد اللاجئين الكبير، هو ما جعل الساحل الجزائري نقطة انطلاق لعدد كبير من الهجمات ضد إسبانيا المسيحية. مع مطلع القرن السادس عشر كان الملوك الكاثوليك في عز قوتهم فقرروا ضم العديد من الموانئ الجزائرية. أدى التدخل العسكري العثماني إلى إجلاء الإسبان عن الموانئ المحتلة باستثناء ميناء وهران (1509-1708) والمرسى الكبير (1505-1792)..

الحقبة الاسبانية :  

أرسل البرتغاليون حملة على شاطئ الأندلسيات في شهر يوليو سنة 1501، وذلك قبل أربع سنوات من وصول الإسبان. فيما بعد، وبالتحديد في عام 1505، رست السفن الإسبانية بالمرسى الكبير في أول حملة لها على وهران. في هذه المرحلة كان بوهران 6000 مسكن أي حوالي 25.000 مواطن. بتاريخ 17 مايو سنة 1509، وفي صبيحة سقوطها، فرغت وهران من سكانها الذين هجروا، واحتلتها بالكامل القوات الأسبانية. هتف الكردينال غونزالو سيسنيروز بعد مشاهدة المدينة التي جاء لضمها للملوك الكاثوليك: «هذه هي أجمل مدينة في العالم».[a ٦] في نفس السنة قام ببناء كنيسة القديس لويس التي تشرف على المدينة القديمة وذلك على أنقاض مسجد ابن البيطار.
قام الحاكم كونت ألكوديت عام 1554 بإبرام تحالف مع محمد الشيخ سلطان السعديين في المغرب الأقصى ضد العثمانيين الذين تموقعوا في الجزائر، فتمكن من الحفاظ على الوجود الأسباني. بدأ الأسبان أعمال الترميم في القلعة المخصصة كمقر لحكام المدينة، فجعلوا تحصيناتها (القصبة) تتألف من جدار متواصل تعلوه أبراج قوية متباعدة فيما بينها، وقد أسس الحاكم الإسباني مقره الرئيسي في هذا الجانب.[٤٦] خلال القرن السادس عشر جعل الإسبان من وهران معقل لهم فبنوا فيها سجن على نتوء صخري بالقرب من ميناء المرسى الكبير، قبل أن يشرع المركيز سانتا كروز عام 1563 في بناء قلعة تحمل اسمه على قمة العيدور، الذي سماه الحكام الجدد للمدينة مرجاجو. عام 1568 شهدت المدينة زيارة دون خوان النمساوي، القرصان الأوروبي المعروف والذي قضى فيها يومين تفقد فيها تحصينات المدينة.[٤٧]
انطلاقاً من سنة 1609 وبعد صدور مرسوم الطرد من اسبانيا رست عدة أفواج من الموريسكيين بوهران حيث إستقر العديد منهم بالمنطقة.[٤٨] وفي 1669 جاء دور اليهود الذين إعتبروا أعداء للملة ليتم طردهم من أحياء راس العين ورافان بلون،[٤٩] وقد استقر البعض منهم بجبل الكرنيش العلوي.
بالرغم من التحصينات تعرضت المدينة لإعتداءات مستمرة اقتربت من محيط أسوارها. عام 1707 قام مولاي إسماعيل سلطان العلويين في المغرب الأقصى بمحاولة اقتحام تحصينات روزالكزار لكنه رأى جيشه يهلك أمام الجيش الجزائري بقيادة حسين خوجا الثاني حاكم الجزائر.[٥٠] عام 1708 ألحق الباي مصطفى بن يوسف وهران التي أصبحت تقريباً مهجورة بإيالة ومملكة الجزائر. وفي عام 1732 استعاد الإسبان السيطرة على المدينة.
خلال تلك الفترة شهدت وهران حركة نمو متواصلة أجبرتها على التوسع خارج أسوارها التي تهدمت تدريجياً، وبحلول عام 1770 كان بوهران 532 منزل خاص و42 صرح معماري، ووصل عدد سكانها إلى 2.317 شخص زائد 2.821 مرحّل حر يعيشون من التجارة. بين عاميّ 1780 و1783 إقترح كارلوس الثالث ملك إسبانيا على إنجلترا مبادلة وهران بجبل طارق لكن زلزال عام 1790 والحرائق التي تبعته خلّف 3000 ضحية ودمر المدينة بأكملها. أصبحت المدينة خطرة جدا واستحالت إعادة بنائها والدفاع عنها مكلفة للغاية للعاهل الإسباني الملك كارلوس الرابع الذي بدأ مفاوضات مع داي الجزائر العاصمة لأكثر من عام من أجل تسليمها له. بعد حصار طويل وزلزال جديد حلحل دفاع الإسبان استلم الباي محمد بن عثمان (الملقب بمحمد الكبير) السلطة في المدينة بموجب معاهدة وقعت في 12 سبتمبر 1792..

 الحقبة العثمانية :


انقسمت فترة الحكم العثماني لوهران على فترتين. تبدأ الفترة الأولى من سنة 1708 إلى سنة 1732 أما الفترة الثانية فمن سنة 1792 إلى سنة 1830.
الفترة الأولى (1708-1732)
بدأت بتحرير مصطفى بوشلاغم مؤسس مدينة معسكر بأمر من داي الجزائر بتاريخ 20 يناير، بعد أن ظلت وهران لفترة أخر نقطة صامدة للإسبان على السواحل الجزائرية، وقد جعل منها بوشلاغم عاصمة جديدة لبايلك الغرب الذي كان يحكمه من معسكر. وظل بوشلاغم حاكما لوهران بدون مشاكل حتى سنة 1792 عندما عاود الإسبان الهجوم على المدينة واستطاعوا دخولها في حين لجأ بوشلاغم إلى مستغانم.
الفترة الثانية (1792-1830)
تبدأ بعد توقيع الإسبان لاتفاقية بالتنازل عن المدينة مقابل السماح لهم بأخذ المدافع والذخيرة. وبذلك دخلها محمد الكبير أوائل مارس 1792 ويذكر بعض المؤرخين أن من أسباب التنازل العبء الذي كانت تمثله المدينة على إسبانيا خاصة في ظل عدم الاستقرار وتراجع أهمية الميناء، أضف إلى ذلك الزلزال الذي ضرب المدينة ليلة 8 إلى 9 أكتوبر 1790 والذي دمر جزءا هاما منها تبعه حريق وعمليات سطو .
عام 1793 انطلقت أشغال بناء مسجد الباي محمد الكبير، الذي كان مدرسة ومقبرة عائلية للباي، في نفس السنة قام ببناء قبة والي المدينة باسم قاضي بولحبال. عام 1796 بنى العثمانيين من مال فداء الأسرى الإسبان مسجد سموه مسجد الباشا والذي سمي تكريماً لحسن باشا داي الجزائر، بعد رحيلهم كان سيدي محمد الساني المهاجي أول أئمة المسجد، والأخير كان مستشار لباي وهران ومفتش رئيسي في عهد الباي محمد الكبير. عام 1800 حصل بن عبد القادر بن عبد الله المهاجي على منصب قاضي وهران واستمر يشغله حتى وفاته.